الرئيسية

مهاجرون ولاجئون في ليبيا يستنكرون الإذلال

فر عدد كبير من المهاجرين من النيجر والسودان وإريتريا من بلدانهم، التي تشهد نزاعات وفقرا وفسادا، لمحاولة عبور البحر المتوسط من ليبيا إلى أوروبا في رحلات محفوفة بالمخاطر على متن قوارب مطاطية ومتداعية.

من فشلوا في المغادرة علقوا في البلد، الذي يعيش حالة من الفوضى منذ عام 2011 وتنتقده منظمات إنسانية باستمرار لسوء معاملة المهاجرين واللاجئين.

وشنت السلطات الليبية، نهاية الأسبوع الماضي، حملة في ضاحية فقيرة في العاصمة طرابلس، حيث تقيم غالبية من المهاجرين وطالبي اللجوء؛ وهو ما أسفر عن مقتل شخص وإصابة 15 على الأقل، وفق الأمم المتحدة.

وحسب العديد من المنظمات غير الحكومية، تم اعتقال واحتجاز ما يقرب من 5 آلاف مهاجر خلال العملية التي أعلِن رسميا أن هدفها مكافحة تجارة المخدرات.

تقول حليمة: “كنا 39 شخصا نعيش في شقة واحدة. أنا وأطفالي الثلاثة فقط الذين تجنبنا التوقيف”؛ لكن بعد “الاختباء لثلاثة أيام”، أوقفت رفقة أطفالها وأودعوا مركز “المباني”.

ونجح نحو ألفي مهاجر ولاجئ الجمعة في الهروب من هذا المركز؛ في حين قتل ستة آخرين برصاص حراس ليبيين، وفق منظمة الهجرة الدولية التي دانت في تصريح لوكالة فرانس برس الظروف “الرهيبة” في المركز المكتظ.
“لون البشرة”

يقول إسماعيل دراب، الذي نجح في الهروب، إن “المكان كان مكتظا، إلى درجة لم تسمح لنا بالنوم. لم يكن يوجد مكان للتمدد”.

وأضاف طالب اللجوء الذي دفعه الفقر المدقع إلى الهجرة: “نريد فقط مغادرة هذا البلد”.

بدوره، يقول طالب اللجوء وفاغ إدريس (31 عاما): “أطلب الإجلاء من ليبيا لأنها ليست بلدا آمنا”.

وأكد أن السلطات الليبية استهدفت خلال حملة “مكافحة تجارة المخدرات” المهاجرين “بناء على لون بشرتهم… الوضع في طرابلس لا يطاق بالنسبة للسود”.

وتابع الشاب السوداني: “نحن معرضون لكل الأخطار. حياتنا مهددة”.

قبل ساعات من الفرار الجماعي الجمعة، جددت المفوضية السامية للأمم المتحدة لشؤون اللاجئين دعوة السلطات الليبية إلى “السماح باستئناف الرحلات الجوية الإنسانية إلى خارج البلاد، المعلقة منذ عام تقريبا”.

وبدأت عمليات الهجرة نحو أوروبا عبر السواحل الإيطالية التي تبعد نحو 300 كيلومتر، في عهد الرئيس الراحل معمر القذافي الذي قتل عام 2011 في خضم انتفاضة شعبية؛ لكنها ازدادت بشكل كبير في العشرية الأخيرة، التي سادتها فوضى ازداد في خضمها تهريب وتجارة البشر.

Afficher plus

Articles similaires

Laisser un commentaire

Votre adresse e-mail ne sera pas publiée. Les champs obligatoires sont indiqués avec *

Bouton retour en haut de la page