شهد مسجد الحسن الثاني، مساء الخميس، تدفق أعداد غفيرة من المصلين الذين توافدوا لإحياء ليلة القدر في أجواء روحانية تعبّدية، حيث علت أصوات التهجد والدعاء في رحاب هذه المعلمة الدينية المميزة.
وبفعل البرد القارس الذي ميز هذه الليلة، توجه المصلون إلى داخل المسجد، حيث امتلأت القاعة الكبرى عن آخرها، ولم يعد هناك متّسع للصلاة، خصوصًا بالنسبة للنساء، مما اضطر العديد منهم إلى أداء الصلاة في باحة المسجد رغم برودة الطقس.
وقد شهدت المناسبة حضور الوفد الرسمي، وعلى رأسه والي جهة الدار البيضاء – سطات، محمد مهيدية، الذي تابع جانبًا من أجواء هذه الليلة المباركة.
وخلال شهر رمضان، يتحوّل مسجد الحسن الثاني إلى منارة للعبادة والتضرع، إذ ما إن يُرفع أذان العشاء، حتى يسارع المصلون إلى الظفر بالصفوف الأمامية، فتكتظ قاعته الكبرى، في أجواء يسودها الخشوع والسكينة، تحت إمامة القارئ عمر القزابري، الذي اشتهر بصوته الشجي الذي يبعث على التدبر والتأمل
هو إمام وقارئ مغربي، وُلد عام 1974 في مراكش. نشأ في بيئة علمية، حيث حفظ القرآن الكريم في سن مبكرة على يد والده، الشيخ أحمد القزابري، أحد علماء مراكش. سافر إلى السعودية لمتابعة دراسته، حيث تولى إمامة مسجد الجامعة بجدة. وبعد عودته إلى المغرب، أصبح إمامًا لمسجد الحسن الثاني بالدار البيضاء، حيث اشتهر بتلاواته الخاشعة التي تجذب آلاف المصلين خلال شهر رمضان، خاصة في صلوات التراويح والقيام.
ويعتبر القزابري من أشهر القرّاء المغاربة، حيث يتميز بتلاوته وفق رواية ورش عن نافع، والتي تعكس جمال وقوة الأداء المغربي في التلاوة.
.كريم فزازي
